كان النبي يحلف: لا ومقلب القلوب» ومعناه يصرفها أسرع من مر الريح على اختلاف في القبول والرد والإرادة والكراهية وغير ذلك من الأوصاف.
وفي التنزيل {واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه} قال مجاهد: المعنى يحول بين المرء وعقله حتى لا يدري ما يصنع.
بيانه: {إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب} أي عقل، واختار الطبري أن يكون ذلك إخباراً من الله تعالى بأنه أملك لقلوب العباد منهم وأنه يحول بينهم وبينها إذا شاء، حتى لا يدرك الإنسان شيئاً إلا بمشيئة الله عز وجل.
وقالت عائشة رضي الله عنها: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على طاعتك فقلت: يا رسول الله إنك تكثر أن تدعو بهذا الدعاء فهل تخشى؟ قال: وما يؤمنني يا عائشة وقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الجبار إذا أراد أن يقلب قلب عبده قلب» .