الجنة مسيرة أربعين سنة وليأتين عليه يوم وهو كظيظ من الزحام، الحديث.
وخرج «عن أنس في حديث الشفاعة، والذي نفس محمد بيده إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة لكما بين مكة وهجر، أو كما بين مكة وبصرى» وخرج «عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفاً وأو سبعمائة ألف، لا يدري أبو حازم أيهما قال متماسكون آخذ بعضهم بعضاً، لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم، ووجوههم على صورة القمر ليلة البدر» فهذه الأحاديث مع صحتها تدل على أنها أكثر من الثمانية إذ هي غير ما تقدم، فيحصل منها والحمد لله على هذا ستة عشر باباً.
وقد ذكر الإمام أبو القاسم عبد الكريم القشيري في كتاب التحبير وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الخلق الحسن طوق من رضوان الله عز وجل في عنق صاحبه، والطوق مشدود إلى سلسلة من الرحمة، والسلسلة مشدودة إلى حلقة من باب الجنة، حيث ما ذهب الخلق الحسن جرته السلسلة إلى نفسها تدخله من ذلك باب إلى الجنة والخلق السوء: طوق من سخط الله في عنق صاحبه والطوق مشدود إلى سلسلة من عذاب الله، والسلسلة مشدودة من باب النار، حيث ما ذهب الخلق السوء جرته السلسلة إلى نفسها تدخله من ذلك الباب إلى النار»