بمنزلة البر عندنا، لأن النخل عامة قوتهم، والرمان كالثمرات، فكان يكثر غرسها عندهم لحاجتهم إليها.
وكانت الفواكه عندهم من ألوان الثمار التي يعجبون بها، وإنما ذكر الفواكه ثم ذكر النخل والرمان لعمومها وكثرتهما عندهم من المدينة إلى مكة إلى ما والاهما من بلاد اليمين، فأخرجهما في الذكر من الفواكه وأفرد الفواكه على حدتها.
وقوله: {فيهن خيرات حسان} يعني النساء والواحدة خيرة، قاله الترمذي: الخيرة ما اختارهن الله فأبدع خلقهن باختياره، واختيار الله لا يشبه اختيار الآدميين، ثم قال حسان فوصفهن بالحسن، فإذا وصف خالق الشيء شيئاً بالحسن فمن ذا الذي يقدر أن يصف حسنهن؟ فانظر ما هنالك، وفي الأوليين ذكر بأنهن قاصرات الطرف وكأنهن الياقوت والمرجان، فانظركم بين الخيرة وهي مختارة الله وبين قاصرات الطرف؟ ثم قال {حور مقصورات في الخيام} وقال في الأوليين: {فيهن قاصرات الطرف} قصران طرفهن على الأزواج، ولم يذكر أنهن مقصورات: فدل على أن المقصورات أعلى وأفضل.
وقد بلغنا في الرواية: أن سحابة مطرت من العرش فخلقن من قطرات الرحمة ثم ضرب على كل واحدة خيمة على شاطئ الأنهار، سعتها أربعون ميلاً وليس لها باب، حتى إذا حل ولى الله بالخيمة انصدعت الخيمة عن باب ليعلم ولي الله أن أبصار المخلوقين من الملائكة والخدم لم تأخذها وهي مقصورة قد قصر بها عن أبصار المخلوقين والله أعلم.
ثم قال: {متكئين على رفرف خضر} اختلف في الرفرف، ما هو؟ فقيل: كسر الخباء وجوانب الدرع وما تدلى منها، الواحدة رفرفة.
وقيل: الرفرف شيء إذا استوى عليه صاحبه رفرف به وأهوى به كالمرجاج يميناً وشمالاً، ورفعاً وخفضاً.
يتلذذ به مع أنيسته واشتقاقه على هذا من رف يرف إذا ارتفع، ومنه