رفة الطائر لتحريكه جناحيه في الهواء، وربما سمي الظليم رفرفاً بذلك، لأنه يرف بجناحيه ثم يعدو.
ورفرف الطائر أيضاً إذا حرك جناحيه حول الشيء يريد أن يقع عليه.
قال الترمذي الحكيم: فالرفرف أعظم خطراً من العرش، وذكر في الأوليين: {متكئين على فرش بطائنها من إستبرق} وقال هنا {متكئين على رفرف خضر} فالرفرف هو مستقر الولي على شيء إذا استوى عليه الولي رفرف به، أي طار هكذا وهكذا حيث ما يريد كالمرجاح.
وروي لنا «حديث المعراج أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بلغ سدرة المنتهى جاءه الرفرف فتناوله من جبريل وطار به إلى سند العرش، فذكر أنه طار بي ويخفضني ويرفعني حتى وقف بي على ربي ثم لما حان الأنصراف تناوله فطار به خفضاً ورفعاً يهوي به حتى أدله إلى حبريل صلوات الله عليهما» ، وجبريل يبكي ويرفع صوته بالتحميد، والرفرف خادم من الخدم بين يدي الله تعالى له خواص الأمور في محل الدنو والقربة، كما أن البراق دابة يركبها الأنبياء صلوات الله عليهم مخصوصة بذلك في أرضه.
فهذا الرفرف الذي سخره الله لأجل الجنتين الدانيتين هو متكأهما وفرشهما، يرفرف بالولي على حافات تلك الأنهار وشطوطها حيث شاء إلى خيام أزواجه الخيرات الحسان.
ثم قال: {وعبقري حسان} والعبقري: ثياب منقوشة تبسط، فإذا قال خالق النقوش: إنها حسان، فما ظنك بتلك العباقر، والعبقري: قرية من ناحية اليمن فيما بلغنا ينسج فيها بسط منقوشة، فذكر الله ما خلق في تلك الجنتين من البسط المنقوشة الحسان والرفرف الخضر.
إنما ذكر لهم من الجنان ما يعرفون أسماءها هنا، فبان تفاوت هاتين الجنتين.