سألتم الله فاسألوه الفردوس» ، الحديث، وسيأتي.
قال الترمذي: وقوله {فيهما عينان نضاختان} أي بألوان الفواكه والنعيم والجواري المزينات، والدواب المسرجات والثياب الملونات وهذا يدل على أن النضخ أكثر من الجري.
قال المؤلف رحمه الله: على هذا تدل أقوال المفسرين: روي عن ابن عباس نضاختان: أي فوارتان بالماء، والنضخ بالخاء أكثر من النضح بالحاء، وعنه أيضاً أن المعنى نضاختان بالخير والبركة، قاله الحسن ومجاهد، وعن ابن عباس أيضاً وابن مسعود: تنضخ على أولياء بالمسك والكافور والعنبر في دور أهل الجنة، كما ينضخ رش المطر وقال سعيد بن جبير: بأنواع الفواكه والماء.
وقوله: فيهما {فاكهة ونخل ورمان} قال بعض العلماء: ليس الرمان والنخل من الفاكهة لأن الشيء لا يعطف على نفسه، وهذا ظاهر الكلام، وقال الجمهور: هما من الفواكه، وإنما أعاد ذكر النخل والرمان لفضلهما على الفواكه، كقوله تعالى {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى} وقوله {من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال} وقيل إنما كررهما لأن النخل والرمان كانا عندهم في ذلك الوقت