وليس كل حسن كحسن الياقوت والمرجان، وقال في الأوليين {ذواتا أفنان} وفي الأخريين {مدهامتان} أي خضروان كأنهما من شدة خضرتهما سوداوان.

ووصف الأوليين بكثرة الأغصان، والأخريين بالخضرة وحدها وفي هذا كله تحقيق للمعنى الذي قصدناه، قوله {ومن دونهما جنتان} ولعل ما لم يذكره من تفاوت ما بينهما أكثر مما ذكر.

فإن قيل كيف لم يذكر أهل هاتين الجنتين كما ذكر أهل الجنتين الأوليين؟ قال: الجنان الأربع لمن خاف مقام ربه، إلا أن الخائفين لهم مراتب، فالجنتان الأوليان لأعلى العباد رتبة في الخوف من الله تعالى، والجنتان الأخريان لمن قصر حاله في الخوف من الله تعالى.

قال المؤلف رحمه الله: فهذا قول، والقول الثاني أن الجنتين في قوله تعالى: {ومن دونهما جنتان} أعلى وأفضل من الأوليين، ذهب إلى هذا الضحاك، وأن الجنتين الأوليين من ذهب وفضة، والأخريين من ياقون وزمرد.

وقوله: {ومن دونهما جنتان} أي ومن أمامهما ومن قبلهما، وإلى هذا القول ذهب أبو عبد الله محمد الترمذي الحكيم في: نوادر الأصول وقال: ومعنى {ومن دونهما جنتان} أي دون هاتين إلى العرش أي أقرب وأدنى إلى العرض، وقال مقاتل الجنتان الأوليان: جنة عدن وجنة النعيم، والأخريان جنة الفردوس وجنة المأوى.

قال المؤلف رحمه الله: ويدل على هذا قوله عليه الصلاة والسلام: «إذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015