والأخرى للولدان المخلدين ليتميز فيها الذكور من الإناث.
وقال ابن جريج هي أربع جنان: جنتان منها للسابقين المقربين فيهما من كل فاكهة زوجان وعينان تجريان، وجنتان لأصحاب اليمين فيهما فاكهة ونحل ورمان وفيهما عينان تضاختان، وقال ابن زيد: الأوليان من ذهب للمقربين، والأخريان من ورق لأصحاب اليمين.
قال المؤلف رحمه الله: وإلى هذا ذهب الحليمي أبو عبد الله الحسن بن الحسين في كتاب منهاج الدين له واحتج لما روى سعيد بن جبير عن ابن عباس، {ولمن خاف مقام ربه جنتان} إلى قوله {مدهامتان} قال: هاتان للمقربين وهاتان لأصحاب اليمين، وعن أبي موسى الأشعري نحو ذلك.
ولما وصف الله الجنتين أشار إلى الفرق بينهما: فقال في الأولين {فيهما عينان تجريان} وفي الأخريين {فيهما عينان نضاختان} أي فوارتان بالماء، لكنهما ليستا كالجاريتين لأن النضخ دون الجري، وقال {فيهما من كل فاكهة زوجان} معروف وغريب أو رطب ويابس، فعم ولم يخص، وفي الأخريين {فيهما فاكهة ونخل ورمان} ولم يقل من كل فاكهة، وقال في الأوليين {متكئين على فرش بطائنها من إستبرق} وهو الديباج، وفي الأخريين {متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان} .
والعبقري: الوشي.
ولا شك أن الديباج أعلى من الوشي، والرفرف كسر الخباء ولا شك أن الفرش المعدة للاتكاء عليها أفضل من فضل الخباء، وقال في الأولييم في صفة الحور العيم {كأنهن الياقوت والمرجان} ، وفي الأخريين {فيهن خيرات حسان}