الرجل بها وأكثر الذكر لها والجزع عليها وجعل يمشي في الطرق والأزقة وهو يقول:
يا رب قائلة يوماً قد لغبت ... أين الطريق إلى حمام منجاب
وإذا بجارية تجاوبه من طاق وهي تقول:
هلا جعلت لها لما ظفرت بها ... حرزاً على الدار أو قفلاً على الباب
فزاد هيمانه واشتد هيجانه، ولم يزل كذلك حتى كان من أمره ما ذكر.
فنعوذ بالله من المحن والفتن.
قلت: ومثل هذا في الناس كثير ممن غلب عليه الاشتغال بالدنيا والهم بها أو سبب من أسبابها، حتى لقد حكي لنا أن بعض السماسرة جاء عنده الموت فقيل له: قل: لا إله إلا الله.
فجعل يقول: ثلاثة ونصف أربعة ونصف.
غلبت عليه السمسرة.