وقال ابن عباس: ما بين منكبي الواحد منهم مسيرة سنة، وقوة الواحد منهم أن يضرب بالمقمعة فيدفع بتلك الضربة بسعين ألف إنسان في قعر جهنم.

وأما قوله تعالى: {عليها تسعة عشر} فالمراد رؤساؤهم على ما يأتي، وأما جملتهم فالعبارة عنهم كما قال الله تعالى: {وما يعلم جنود ربك إلا هو} .

فصل: قال العلماء: إنما خص النبي بردها وقمعها وكفها عن أهل المحشر دون غيره من الأنبياء صلوات الله عليهم، لأنه رآها في مسراه وعرضت عليه في صلاته حسب ما ثبت في الصحيح قال وفي ذلك فوائد ثمان:

الأولى: أن الكفار لما كانوا يستهزئون به ويكذبونه في قوله، ويؤذونه أشد الأذى أراه الله تعالى النار التي أعدها للمستخفين به وبأمره تطييباً لقلبه وتسكيناً لفؤاده.

الثانية: الإشارة في ذلك إلى أن من طيب قلبه في شأن أعدائه بالإهانة والانتقام، فالأولى أن يطيب قلبه في شأن أوليائه وأحبابه بالتحية والشفاعة والإكرام.

الفائدة الثالثة: ويحتمل أن عرضها عليه ليعلم منة الله تعالى حين أنقذهم منها ببركته وشفاعته.

الفائدة الرابعة: ويحتمل أنه عرضها عليه ليكون في القيامة إذا قال سائر الأنبياء نفسي نفسي يقول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أمتي أمتي، وذلك حين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015