تعظيماً لغيظها وحنقها يقول الله تعالى: {تكاد تميز من الغيظ} أي تكاد تنشق نصفين من شدة غيظها، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمر الله تعالى ويأخذ بخطامها ويقول «ارجعي مدحورة إلى خلقك حتى يأتيك أهلك أفواجاً» فتقول: خلي سبيلي فإنك يا محمد حرام علي، فينادي مناد من سرادقات العرش اسمعي منه وأطيعي له، ثم تجذب وتجعل عن شمال العرش ويتحدث أهل الموقف بجذبها فيخف وجلهم وهو قوله تعالى: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} وهناك تنصب الموازين على ما تقدم.

فصل: هذا يبين لك ما قلناه أن جهنم اسم علم لجميع النار، ومعنى: يؤتى بها يجاء بها من المحل الذي خلقها الله تعالى فيه، فتدار بأرض المحشر حتى لا يبقى للجنة طريق إلا الصراط كما تقدم.

والزمام ما يزم به الشيء أي يشد ويربط به، وهذه الأزمة التي تساق بها جهنم تمنع من خروجها على أرض المحشر فلا يخرج منها إلا الأعناق التي أمرت بأخذ من شاء الله بأخذه على ما تقدم ويأتي وملائكتها كما وصفهم الله غلاظ شداد.

وقد ذكر ابن وهب، «حدثنا عبد الرحمن بن زيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في خرنة جهنم: ما بين منكبي أحدهم كما بين المشرق والمغرب» .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015