والموفق: المسدد لفعل الخيرات.
ورفيق القلب: لينه عند التذكرة والموعظة، ويصلح أن يكون بمعنى الشفيق.
وقوله: «ضعيف متضعف» يعني ضعيف في أمور الدنيا قوي في أمر دينه كما قال عليه السلام: «المؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير» الحديث خرجه مسلم.
أما من كان ضعيفاً في أمور دينه لا يعني بها فمذموم، وذلك من صفات أهل النار كما قال: وأهل النار خمسة: الضعيف الذي لا زبر له أي لا عقل له ومن لا عقل له ينفك به عن المفاسد ولا ينزجر به عنها، فحسبك به ضعفاً وخسارة في الدين وقد قيل في الزبير: إنه المال وليس بشيء، لأن النبي صلى الله عليه وسلم فسر ذلك بقوله الذين هم فيكم تبع لا يتبعون أهلاً ولامالاً.
قال شيخنا أبو العباس رضي الله عنه: فيعني بذلك أن هؤلاء ضعفاء العقول فلا يسعون في تحصيل مصلحة دنيوية ولا فضيلة نفسية ولا دينية، بل يهملون أنفسهم إهمال الأنعام ولا يبالون بما يثبون عليه من الحلال والحرام، وهذه الأوصاف الخبيثة الذاتية هي أوصاف هذه الطائفة المسماة بالقلندرية.
وقد قال مطرف بن عبد الله بن الشخير راوي الحديث: والله لقد أدركتهم في الجاهلية وإن الرجل ليرعى على الحي ما به إلا وليدتهم يطاولها،