جوانبها من الخارج، ولو كان ذلك ما كان مثلاً صحيحاً وإنما هي من داخل وهذه صورتها:
الجنة النار
الصبر الألم الجاه المال النساء
المكاره الغزو
وعن هذا قال ابن مسعود: حفت الجنة بالمكاره، والنار حفت بالشهوات فمن اطلع الحجاب فقد واقع ما وراء، وكل من تصورها من خارج فقد ضل عن معنى الحديث وعن حقيقة الحال.
فإن قيل: فقد حجبت النار بالشهوات.
قلنا: المعنى واحد لأن الأعمى عن التقوى: الذي أخذت سمعه وبصره الشهوات يراها ولا يرى النار التي هي فيها، وإن كانت باستيلاء الجهالة ورين الغفلة على قلبه كالطائر يرى الحبة في داخل الفخ وهي محجوبة عنه ولا يرى الفخ لغلبة شهوة الحبة على قلبه وتعلق باله بها، وجهله بما جعلت فيه وحجبت.
البخاري «عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجت الجنة والنار فقالت هذه: يدخلني الجبارون والمتكبرون.
وقالت هذه: يدخلني الضعفاء والمساكين، فقال الله لهذه: أنت عذابي أعذب بك من أشاء.
وقال لهذه: أنت رحمتي أرحم بك من أشاء، ولكل واحدة منكما ملؤها» .
خرجه مسلم والترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح.