فصل: المكاره: كل ما يشق على النفس ويصعب عليها عمله كالطهارة في السبرات وغيرها من أعمال الطاعات، والصبر على المصائب، وجميع المكروهات.
والشهوات: كل ما يوافق النفس ويلائمها وتدعو إليه ويوافقها.
وأصل الحفاف الدائر بالشيء المحيط به الذي لا يتوصل إليه بعد أن يتحظى، فمثل صلى الله عليه وسلم المكاره والشهوات بذلك، فالجنة لا تنال إلا بقطع مفاوز المكاره والصبر عليها، والنار لا ينجو منها إلا بترك الشهوات وفطام النفس عنها.
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه مثل طريق الجنة وطريق النار بتمثيل آخر فقال: «طريق الجنة حزن بربوة، وطريق النار سهل بسهوة» ذكره صاحب الشهاب.
والحزن: هو الطريق الوعر المسلك.
والربوة: هو المكان المرتفع وأراد به أعلى ما يكون من الروابي.
والسهوة: بالسين المهملة هو الموضع السهل الذي لا غلط فيه ولا وعورة.
وقال القاضي أو بكر بن العربي في سراج المريدين له ومعنى قوله عليه السلام: «حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات» أي جعلت على حافاتها وهي جوانبها ويتوهم الناس أنه ضرب فيها المثل فجعله في