من النار يحترقون فيها إلا درات وجوههم حتى يدخلوا الجنة» .
فصل: هذا الحديث أدل دليل على أن أهل الكبائر من أمة محمد صلى الله عليه وسلم لا تسود لهم وجوه، ولا تزرق لهم أعين، ولايغلون بخلاف الكفار، وقد جاء هذا المعنى منصوصاً في «حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما الشفاعة يوم القيامة لمن عمل الكبائر من أمتي ثم ماتوا عليها، فهم في الباب الأول من جهنم لا تسود وجوههم ولا تزرق أعينهم ولا يغلون بالأغلال ولا يقرنون بالشياطين، ولا يضربون بالمقامع ولا يطرحون في الأدراك، منهم من يمكث فيها ساعة ثم يخرج، ومنهم من يمكث فيها يوماً ثم يخرج، ومنهم من يمكث فيها شهراً ثم يخرج، ومنهم من يمكث فيها سنة ثم يخرج، وأكثرهم مكثاً فيها مثل الدنيا منذ خلقت إلى يوم أفنيت، وذلك سبعة آلاف سنة» الحديث بطوله وسيأتي تمامه إن شاء الله تعالى، خرجه الترمذي في نوادر الأصول.
وقال أبو حامد في كتاب كشف علوم الآخرة إنه يؤتى بأهل الكبائر من أمة محمد صلى الله عليه وسلم شيوخاً وعجائز وكهولاً ونساء وشباباً، فإذا نظر إليهم مالك خازن النار، قال: من أنتم معشر الأشقياء ما لي أرى أيديكم لا تغل، ولم توضع عليكم الأغلال والسلاسل ولم تسود وجوهكم وما ورد علي أحسن منكم، فيقولون: يا مالك نحن أشقياء أمة محمد صلى الله عليه وسلم دعنا نبكي على ذنوبنا.
فيقول لهم: ابكوا فلن ينفعكم البكاء.