فيقول الكافر والعاصي المصر: ما لنا ماوجدنا ماوجدتم ولا رأينا ما رأيتم فتقول التوبة: طال ما تعرضت لكم في الدنيا فما أردتموني فلو كنتم قبلتموني لكنتم اليوم وجدتموني فيقولون: نحن اليوم نتوب فينادي مناد من تحت العرش: ههيات ذهبت أيام المهلة وانقضى زمان التوبة، فلو جئتموني بالدنيا وما اشتملت عليه ما قبلت توبتكم ولا رحمت عبرتكم، فعند ذلك تنأى التوبة عنهم وتبعد ملائكة الرحمة عنهم، وينادي مناد من تحت العرش: يا خزنة النار هلموا إلى أعداء الجبار» وهذا بين فما ذكرناه وبالله توفيقنا، والله أعلم.
قد تقدم من حديث أبي سعيد الخدري أن المؤمنين يقولون: ربنا إخواننا كانوا يصومون معنا ويصلون ويحجون أدخلتهم النار، فيقول لهم: اذهبوا فمن عرفتم أخرجوه.
وذكر الحديث.
وخرج مسلم من «حديث أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيه بعد قوله منهم المجازى حتى ينجى إذا فرغ الله من القضاء بين العباد وأراد أن يخرج برحمته من أراد من أهل النار أمر الملائكة أن يخرجوا من النار من كان لا يشرك بالله شيئاً ممن أراد الله أن يرحمه ممن يقول لا إله إلا الله، فيعرفونهم في النار بأثر السجود تأكل النار ابن آدم إلا أثر السجود، وحرم الله على النار أن تأكل آثر السجود، فيخرجون من النار قد امتحشوا فيصب عليهم ماء الحياة فينبتون منه كما تنبت الحبة في حميل السيل» وذكر الحديث.
وخرج «عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن قوماً يخرجون