وجبت له الجنة» رواه صالح بن أبي غريب عن كثير بن مرة عن معاذ وقد تقدم أول الكتاب.
وقيل: يجوز حمل هذه الشهادة على الشهادة التي هي الإيمان، ويكون ذلك في كل مؤمن ترجح حسناته ويوزن إيمانه كما توزن سائر حسناته وإيمانه يرجح سيئاته كما في هذا الحديث، ويدخله النار بعد ذلك فيطهره من ذنوبه ويدخله الجنة بعد ذلك، وهذا مذهب قوم يقولون: إن كل مؤمن يعطى كتابه بيمينه وكل مؤمن يثقل ميزانه ويتأولون قوله الله تعالى {فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون} أي الناجون من الخلود وهو في قوله {فهو في عيشة راضية} يوماً ما وكذلك في قول النبي صلى الله عليه وسلم من كان آخر كلامه «لا إله إلا الله وجبت له الجنة» إنه صائر إليها لا محالة أصابه قبل ذلك ما أصابه.
قلت: هذا تأويل فيه نظر يحتاج إلى دليل من خارج ينص عليه، والذي تدل عليه الآي والأخبار أن من ثقل ميزانه فقد نجا وسلم وبالجنة أيقن وعلم أنه لا يدخل النار بعد ذلك والله أعلم.
وقال عليه السلام: «ما شيء يوضع في الميزان أثقل من خلق حسن» خرجه الترمذي عن أبي الدرداء وقال فيه حديث حسن صحيح، وقد تقدم من حديث «سمرة بن جندب: ورأيت رجلاً من أمتي قد خف ميزانه