كفة شيء وفي أخرى ضده، فتوضع الحسنات في كفة والسيئات في كفة، فهذا غير مستحيل لأن العبد يأتي بهما جميعاً، ويستحيل أن يأتي الكفر والإيمان جميعاً عند واحد حتى يوضع الإيمان في كفة والكفر في كفة، فلذلك استحال أن توضع شهادة التوحيد في الميزان وأما بعد ما آمن العبد فإن النطق منه بلا إله إلا الله حسنة توضع في الميزان مع سائر الحسنات.
قاله الترمذي الحكيم رحمه الله.
وقال غيره: إن النطق بها زيادة ذكر على حسن نية وتكون طاعة مقبولة قالها على خلوة وخفية من المخلوقين، فتكون له عند الله تبارك وتعالى وديعة يردها عليه في ذلك اليوم بعظم قدرها ومحل موقعها وترجح بخطاياه وإن كثرت، وبذنوبه وإن عظمت، ولله الفضل على عباده ويتفضل على من يشاء بما شاء.
قلت: ويدل على هذا قوله في الحديث فيقول: «بلى إن لك عندنا حسنة ولم يقل إن لك إيماناً، وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لا إله إلا الله أمن الحسنات هي؟ فقال: من أعظم الحسنات» خرجه البيهقي وغيره.
ويجوز أن تكون هذه الكلمة هي آخر كلامه في الدنيا «كما في حديث معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان آخر كلامه في الدنيا لا إله إلا الله