الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون} دخل في الجملة الجن والإنس، فثبت للجن من وعد الجنة بعموم الآية ما ثبت للإنس وقال {أولئك الذين حق عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس إنهم كانوا خاسرين} ثم قال {ولكل درجات مما عملوا} وإنما أراد لكل من الجن والإنس فقد ذكروا في الوعد والوعيد مع الإنس، وأخبر تعالى أن الجن يسألون فقال خبراً عما يقال لهم: {يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا} وهذا سؤال، وإذا ثبت بعض السؤال ثبت كله وقد تقدم هذا، وقال تعالى {وإذ صرفنا إليك نفراً من الجن يستمعون القرآن} إلى قوله {يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم * ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض وليس له من دونه أولياء أولئك في ضلال مبين} وهذا يدل صريحاً على أن حكمهم في الآخرة كالمؤمنين.

وقال حكاية عنهم {وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون} الآيتين.

ولما جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم زادهم كل عظيم وعلف دوابهم كل روث فلا تستنجوا بهما.

فإنهما طعام إخوانكم الجان فجعلهم إخواننا، وإذا كان كذلك فحكمهم كحكمنا في الآخرة سواء والله أعلم.

وقد تقدمت الإشارة إلى هذا في باب ما جاء أن الله يكلم العبد ليس بينه وبينه ترجمان.

فصل: قوله في الحديث: «فيخرج له بطاقة فيه أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله» ليست هذه شهادة التوحيد لأن من شأن الميزان أن يوضع في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015