وفي حديث أبي هريرة: «والذي نفسي بيده إن أعظم دارة فيه لكعرض السماء والأرض» وسيأتي.
وروي: «أن له رأسين رأساً بالمشرق ورأساً بالمغرب» .
فالله أعلم.
فصل: الصور: بالصاد قرن ينفخ فيه النفخة الأولى للفناء، وهي نفخة الصعق ويكون معها نقر لقوله تعالى: {فإذا نقر في الناقور} أي في الصور فإذا نفخ فيه للإصعاق جمع بين النقر والنفخ لتكون الصيحة أشد وأعظم.
ثم يمكث الناس أربعيم عاماً، ثم ينزل الله ماء كمني الرجال على ما تقدم، فتكون منه الأجسام بقدرة الله تعالى، حتى يجعلهم بشراً كما روي في قصة الذين يخرجون النار قد صاروا حمماً.
إنهم يغتسلون من نهر بباب الجنة فينبتون نبات الحبة في حميل السيل.
وعن ذلك عبر في حديث أبي هريرة المتقدم في صحيح مسلم وغيره «فينبتون نبات البقل» فإذا تهيأت الأجسام، وكملت نفخ في الصور نفخة البعث من غير نقر، لأن المراد إرسال الأرواح من ثقب الصور إلى أجسادها لا تنقيرها من أجسادها فالنفخة الأولى للتنقير، وهي نظير صوت الرعد الذي قد يقوى فيمات منه ونظير الصيحة: الصيحة الشديدة التي يصيحها الرجل بصبي فيفزع منه