الموت بحر طافح موجه ... تذهب فيه حيلة السابح

يانفس إني قائل فاسمعي ... مقالة من مشفق ناصح

لا ينفع الإنسان في قبره ... غير التقى والعمل الصالح

وقال آخر:

أسلمني الأهل ببطن الثرى ... وانصرفوا عني فيا وحشتا

وغادروني معدماً يائساً ... ما بيدي اليوم إلا البكا

وكل ما كان كأن لم يكن ... وكل ما حذرته قد أتى

وذا كم المجموع والمقتنى ... قد صار في كفي مثل الهبا

ولم أجد لي مؤنساً ها هنا ... غير فجور موبق أو بقا

فلو تراني وترى حالتي ... بكيت لي يا صاح مما ترى

وقال آخر:

ولدتك إذ ولدتك أمك باكياً ... والقوم حولك يضحكون سروراً

فاعمل ليوم أن تكون إذا بكوا ... في يوم موتك ضاحكاً مسروراً

وروي عن محمد القرشي قال: سمعت شيخنا يقول: أيها الناس: إني لكم ناصح، وعليكم شفيق، فاعملوا في ظلمة الليل لظلمة القبر.

وصوموا في الحر قبل يوم النشور، وحجوا يحط عنكم عظائم الأمور، وتصدقوا مخافة يوم عسير.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015