وكان يزيد الرقاشي يقول في كلامه: أيها المقبور في حفرته، المتخلى في القبر بوحدته، المستأنس في بطن الأرض بأعماله، ليت شعري بأي أعمالك استبشرت وبأي أحوالك اغتبطت، ثم يبكي حتى يبل عمامته، ويقول: استبشر ـ والله ـ بأعماله الصالحة، واغتبط ـ والله ـ بإخوانه المعاونين له على طاعة الله، وكان إذا نظر إلى القبر صرخ كما يصرخ الثور.
وسيأتي أن القبر يكلم العبد إذا وضع فيه، وما فيه من الموعظة إن شاء الله تعالى.
أبو داود الطيالسي، قال: «حدثنا سوار بن ميمون أبو الجراح العبدي، قال: حدثني رجل من آل عمر، عن عمر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: من زار قبري ـ أو قال: من زارني ـ كنت له شهيداً أو شفيعاً، ومن مات بأحد الحرمين بعثه الله عز وجل في الآمنين يوم القيامة» .
وخرجه الدارقطني «عن حاطب.
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من زارني بعد موتي فكأنما زارني حياً في حياتي، ومن مات بأحد الحرمين، بعث من الآمنين يوم القيامة» .