أهل القبور إلا العمل المبرور، فطوبى لمن سمع ووعى، وحقق ما ادعى، ونهى النفس عن الهوى، وعلم أن الفائز من ارعوى، {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى * وأن سعيه سوف يرى} فانتبه من هذه الرقدة، واجعل العمل الصالح لك عدة، ولا تتمن منازل الأبرار، وأنت مقيم على الأوزار عامل بعمل الفجار، بل أكثر من الأعمال الصالحات، وراقب الله في الخلوات.
رب الأرض والسموات، ولا يغرنك الأمل، فتزهد عن العمل، أو ماسمعت الرسول حيث يقول، لما جلس على القبور: «يا إخواني، لمثل هذا فأعدوا» ، أو ما سمعت الذي خلقك فسواك، يقول: {وتزودوا، فإن خير الزاد التقوى} .
وأنشدوا:
تزود من معاشك للمعاد ... وقم لله واعمل خير زاد
ولا تجمع من الدنيا كثيراً ... فإن المال يجمع للنفاد
أترضى أن تكون رفيق قوم ... لهم زاد وأنت بغير زاد؟
وقال آخر:
إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى ... ولاقيت بعد الموت من قد تزودا
ندمت على أن لا تكون كمثله ... وأنك لم ترصد كما كان أرصدا
وقال آخر: