فقال أهل تلك الأرض لذي القرنين: هل لك أن نجعل خرجاً يعني جهلاً {على أن تجعل بيننا وبينهم سداً} قال: ما مكني فيه ربي خير من جعلكم ولكن {أعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردماً} قالوا له وما تريد؟ قال: {آتوني زبر الحديد} أي قطع الحديد فوضع بعضها على بعض كهيئة البناء فيما بين السدين وهما جبلان {حتى إذا ساوى بين الصدفين} يعني جانبي الجبلين {قال انفخوا} أي أوقدوا {حتى إذا جعله نارا قال آتوني أفرغ عليه قطرا * فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا} أي من تحته.

وقال عبد الملك في قوله {أفرغ عليه قطراً} يعني نحاساً ليلتصق فأفرغه عليه فدخل بعضه في بعض قال {فإذا جاء وعد ربي جعله دكا} .

وفي تفسير الحوفي أبي الحسن: أن ذا القرنين لما عاين ذلك منهم انصرف إلى ما بين الصدفين فقاس ما بينهما وهو في منقطع الترك مما يلي مشرق الشمس، فوجد بعد ما بينهما مائة فرسخ فلما أنشأ في عمله حفر له أساساً حتى إذا بلغ الماء جعل عرضه خمسين فرسخاً، وجعل حشوه الصخور وطينه النحاس يذاب ثم يصب عليه، فصار كأنه عرق من جبل تحت الأرض ثم علاه وشرفه بزبر الحديد والنحاس المذاب، وجعل خلاله عرقاً من نحاس فصار كأنه برد حبرة من صفرة النحاس وجمرته وسواد الحديد، فلما فرغ منه وأحكمه انطلق عائداً إلى جماعة الإنس والجن.

انتهى كلام الحوفي.

وعن علي رضي الله عنه قال: وصنف منهم في طول شبر لهم مخالب وأنياب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015