ويروى أنهم يأكلون جميع حشرات الأرض من الحيات والعقارب وكل ذي روح مما خلق الله في الأرض، وليس لله خلق ينمي كنمائهم في العام الواحد ولا يزداد كزيادتهم ولا يكثر ككثرتهم، يتداعون تداعي الحمام ويعوون عواء الكلاب ويتسافدون تسافد البهائم حيث التقوا: صح أصله في كتاب القصد والأمم في أنساب العرب والعجم قال: ومنهم من له قرن وذنب وأنياب بارزة يأكلون اللحوم نيئة.
وقال كعب الأحبار: خلق الله يأجوج ومأجوج على ثلاثة أصناف: صنف أجسامهم كالأرز، وصنف أربعة أذرع طولاً وأربعة أذرع عرضاً، وصنف يفترشون آذانهم ويلتحفون بالأخرى فيأكلون مشائم نسائهم.
ذكره أبو نعيم الحافظ وذكره عبد الملك بن حبيب أنه قال في قول الله عز وجل في قصة ذي القرنين: {فأتبع سبباً} يعني منازل الأرض ومعاليها وطرقها حتى إذا بلغ بين السدين يعني الجبلين اللذين خلفهم يأجوج ومأجوج وجد من دونهما قوماً لا يكادون يفقهون قولاً أي كلاماً {قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض} .
قال عبد الملك: وهما أمتان من ولد يافث بن نوح مد الله لهما في العمر وأكثر لهما في النسل، حتى ما يموت الرجل من يأجوج ومأجوج حتى يولد له ألف ولد، فولد آدم كلهم عشرةأجزاء: يأجوج ومأجوج منهم تسعة أجزاء، وسائر ولده كلهم جزء واحد.
قال عبد الملك: كانوا يخرجون أيام الربيع إلى أرض القوم الذين هم قريب منهم فلا يدعون لهم شيئاً إذا كان إذا أخضر إلا أكلوه ولا يابساً إلا حملوه،