ومسلم بين الشام والعراق ووجه أم مبدأ خروجه من خراسان من ناحية أصبهان، ثم يخرج إلى الحجاز فيما بين العراق والشام، والله أعلم.
وعاث بالعين المهملة والثاء المثلثة والتنوين على أنه اسم فاعل، وروى بفتح الثاء على أنه فعل ماض، ووقع في حديث أبي أمامة على الفعل المستقبل والكل بمعنى الفساد عادت يعيث عيثاً، فهو عاث عثى يعثي، عثلا يعثو لغتان، وفي التنزيل: {ولا تعثوا في الأرض مفسدين} .
وقوله: يا عباد الله فاثبتوا.
يعني على الإسلام يحذرهم من فتنته لأنه يأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت.
وقوله: فاقدروا له قدره، قال القاضي عياض: هذا حكم مخصوص بذلك اليوم شرعه لنا صاحب الشرع، ولو وكلنا فيه لاجتهادنا لكانت الصلاة فيه عن الأوقات المعروفة في غيره من الأيام.
قلت: وكذلك الأيام القصار الحكم فيها أيضاً ما حكمه صاحبه الشرع.
وقد حمل بعض العلماء أن هذه الأيام الطوال ليست على ظاهرها، وإنما هي محمولة على المعنى.
أي يهجم عليكم غم عظيم لشدة البلاء وأيام البلاء طوال، ثم يتناقص ذلك الغم في اليوم الثاني ثم يتناقص في اليوم الثالث، ثم يعتاد البلاء كما يقول الرجل: اليوم عندي سنة ومنه قولهم:
وليل المحب بلا آخر
وقال آخر: