وأيام لنا غير طوال ... عصينا الملك فيها أن ندينا

وهذا القول يرده قولهم: أتكفنا فيه صلاة يوم وليلة قال: لا، اقدروا له قدره.

والمعنى قدروا الأوقات للصلوات، وكذلك لا التفات لطعنه في صحة هذه الألفاظ، أعني قوله: أتكفينا فيه صلاة يوم؟ قال: لا، اقدروا له قدره فقال: هذا عندنا من الدسائس التي كادنا بها ذوو الخلاف علينا، ولو كان صحيحاً لاشتهر على ألسنة الرواة كحديث الدجال، ولو كان لقوي اشتهاره ولكان أعظم وأفظع من طلوع الشمس من مغربها.

والجواب: أن هذه الألفاظ صحيحة حسب ما ذكره مسلم وحسبك به إماماً، وقد ذكرها الترمذي من حديث النواس أيضاً وقال: حديث حسن صحيح، وخرجها أبو داود أيضاً وابن ماجه من حديث أبي أمامة، وقاسم بن أصبغ من حديث جابر، وهؤلاء أئمة أجلة من أئمة أهل الحديث، وتطرق إدخال المخالفين الدسائس على أهل العلم والتحرز والثقة بعيد لا يلتفت إليه لأنه يؤدي إلى القدح في أخبار الآحاد، ثم إن ذلك في زمن خرق العادات وهذا منها.

وقوله: ممحلين أي مجدبين، ويروى: أزلين والمحل والأزل والقحط والجدب بمعنى واحد، ويعاسيب النحل فحولهما، وأحدهما يعسوب، وقيل: امراؤها.

ووجه التشبيه أن يعاسب النحل يتبع كل واحد منهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015