الرمانة لتثقل الجمل، وحتى إن الحي لعبر بالميت فيقول: قم فانظر ما أنزله الله من البركة، وأن عيسى عليه السلام يتزوج بامرأة من آل فلان ويرزق منها ولدين فيسمى أحدهما محمد والآخر موسى ويكون الناس معه على خير وفي خير زمان وذلك أربعين سنة، ثم يقبض الله روح عيسى ويذوق الموت ويدفن إلى جانب النبي صلى الله عليه وسلم في الحجرة ويموت خيار الأمة ويبقى شرارها في قلة من المؤمنين فذلك قوله عليه السلام: «بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ» وقيل: إنه يدفن بالأرض المقدسة مدفن الأنبياء.

فصل:

ذهب قوم إلى أن بنزول عيسى عليه السلام يرتفع التكليف لئلا يكون رسولاً إلى أهل ذلك الزمان يأمرهم عن الله تعالى وينهاهم، وهذا أمر مردود بالأخبار التي ذكرناه من حديث أبي هريرة وبقوله تعالى: {وخاتم النبيين} وقوله عليه الصلاة والسلام: «لانبي بعدي» وقوله «وأنا العاقب» يريد آخر الأنبياء وخاتمهم، وإذا كان ذلك فلا يجوز أن يتوهم أن عيسى ينزل نبياً بشريعة متجددة وغير شريعة محمد نبينا صلى الله عليه وسلم، بل إذا نزل فإنه يكون يومئذ من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم كما أخبر صلى الله عليه وسلم حيث قال لعمر: «لو كان موسى حياً ما وسعه إلا اتباعي» .

«و

طور بواسطة نورين ميديا © 2015