وقد يحتمل أن يكون كل عين عليها ظفرة غليظة، فإن في حديث حذيفة: وإن الدجال ممسوخ العين عليها ظفرة غليظة وإذا كانت الممسوخة المطموسة عليها ظفرة فالتي ليست كذلك أولى فتتفق الأحاديث، والله أعلم.
وقيل في الظفرة: إنها لحمة تنبت عند المآقي كالعلقة، وقيده بعض الرواة بضم الظاء وسكون الفاء وليس بشيء قاله ابن دحية رحمه الله.
الإيمان بالدجال وخروجه حق، وهذا مذهب أهل السنة وعامة أهل الفقه والحديث خلافاً لمن أنكر أمره من الخوارج وبعض المعتزلة ووافقنا على إثباته بعض الجهنمية وغيرهم، لكن زعموا أن ما عنده مخارق وحيل قالوا لأنها لو كانت أموراً صحيحة لكان ذلك إلباساً الكاذب بالصادق، وحينئذ لا يكون الفرق بين النبي والمتنبي وهذا هذيان لا يلتفت إليه ولا يعرج عليه، فإن هذا إنما كان يلزم لو أن الدجال يدعي النبوة وليس كذلك فإنه إنما ادعى الإلهية، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: «إن الله ليس بأعور» تنبيهاً للعقول على فقره وحدثه ونقصه وإن كان عظيماً في خلقه، ثم قال: «مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن ومؤمنة كاتب أو غير كاتب» وهذا الأمر مشاهد للحس يشهد بكذبه وكفره.
وقد تأول بعض الناس: مكتوب بين عينيه كافر فقال: معنىذلك ما ثبت من سمات حدثه وشواهد عجزه وظهور نقصه قال: ولو كان على ظاهره وحقيقته لاستوى في إدراك ذلك المؤمن والكافر.
وهذا عدول وتحريف عن حقيقة الحديث من غير موجب لذلك، وما ذكره من لزوم المساواة بين المؤمن والكافر في قراءة ذلك لايلزم لأن الله تعالى يمنع الكافر من إدراكه