ليغتر باعتقاده التجسيم حتى يوردهم بذلك نار الجحيم.

فالدجال فتنة ومحنة من نحو فتنة أهل المحشر بالصورة الهائلة التي تأتيهم فيقول لهم: أنا ربكم فيقول المؤمنون: نعوذ بالله منك.

حسب ما تقدم لا سيما وذلك الزمان قد انخرقت فيه عوائد فليكن هذا منها، وقد نص على هذا بقوله: يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب.

وقراءة غير الكاتب خارقة للعادة.

وأما الكافر فمصروف عن ذلك بغفلته وجهله وكما انصرف عن إدراك نقص عوره وشواهد عجزه، كذلك يصرف عن قراءة سطور كفره ورمزه.

وأما الفرق بين النبي والمتنبي، فالمعجزة لا تظهر على يد المتنبي لأنه لزم منه انقلاب دليل الصدق دليل الكذب وهو محال.

وقولهم: إن ما يأتي به الدجال حيل ومخاريق فقول معزول عن الحقائق لأن ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من تلك الأمور حقائق والعقل لا يحيل شيئاً منها، فوجب إبقاؤها على حقائقها.

وسيأتي تفصيلها بعون الله تعالى.

باب ما يمنع الدجال أن يدخله من البلاد إذ خرج

البخاري ومسلم «عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة» وذكر الحديث.

وفي حديث فاطمة بنت قيس: «فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015