السور واقفاً، ونشأ بعد ذلك أخذ بغداد يتغلب التتر عليها، فقتل من كان فيها وسباه وذلك عمود الإسلام وماؤه، فانتشر الخوف وعظم الكرب وعم الرعب وكثر الحزن، فانتشار التتر في البلاد وبقي الناس حيارى سكارى بغير خليفة ولا إمام ولا قضاء فزادت المحنة وعظمت الفتنة لم يتدارك الله سبحانه بالعفو والفضل والمنة.
أما قوله: وستخرج نار من حضرموت أو من نحو حضرموت قبل القيامة فلعلها النار التي جاء ذكرها في حديث حذيفة.
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لتقصدنكم اليوم نار هي اليوم خامدة في واد يقال له برجوت يغشى الناس فيها عذاب أليم تأكل الأنفس والأموال، تدور الدنيا كلها في ثمانية أيام تطير طير الريح والسحاب حرها بالليل أشد من حرها بالنهار، ولها بين الأرض والسماء دوي كدوي الرعد القاصف.
هي من رؤوس الخلائق أدنى من العرش قلت: يا رسول الله هي يومئذ على المؤمنين والمؤمنات؟ قال: وأين المؤمنون والمؤمنات يومئذ؟ هم شر من الحمر يتسافدون كما تتسافد البهائم وليس فيهم رجل يقول: مه مه» كذا رواه أبو نعيم الحافظ في باب مكحول أبي عبد الله إمام أهل الشام عن أبي سلمة عنه عن حذيفة.
وقوله: عذبة سوطه.
يريد السير المعلق في طرف السوط.
وفي هذين الحديث ما يرد على كفرة الأطياء والزنادقة الملحدين، وأن الكلام ليس مرتبطاً بالهيبة والبله، وإنما الباري جلت قدرته يخلقه متي شاء في أي شاء من جماد أو حيوان على ما قدره الخالق الرحمن، فقد كان الحجر والشجر يسلمان عليه صلى الله عليه وسلم تسليم من نطق وتكلم.
ثبت ذلك في غير ما حديث، وهو قول أهل أصول الدين في القديم والحديث، وثبت باتفاق