تبدّلت بعد الخيزران جريدة ... وبعد ثياب الخزّ أحلام نائم
فقال عمر: ويحك، جعلتني جريدة وأحلام نائم؟! فقالت أمّ هشام: ليس كما قلت، ولكن كما قال أرطأة بن سهيّة: [من الطويل]
وكائن ترى من ذات شجو وعولة ... بكت شجوها بعد الحنين المرجّع
وكانت كذات البوّ لما تعطّفت ... على قطع من شلوه المتمزّع
متى لا تجده تنصرف لطياتها ... من الأرض أو تعمد لإلف فتربع [1]
[عن الدهر فاصفح إنه غير معتب ... وفي غير من قد وارت الأرض فاطمع]
«65» - لما قدّم هدبة بن الخشرم للقتل قودا قالت زوجته: إنّ لهدبة عندي وديعة، وذلك بحضرة مروان بن الحكم، فأمهله حتى آتيك بها فقال: أسرعي فإنّ الناس قد كثروا، وكان جلس لهم بارزا عن داره، فمضت إلى السوق فانتهت إلى قصّاب فقالت: أعطني شفرتك، وخذ هذين الدرهمين، وأنا أردّها عليك، فقرّبت من حائط وأرسلت ملحفتها على وجهها ثم جدعت أنفها من أصله وقطعت شفتيها وردّت الشفرة، ثم أقبلت حتى دخلت بين الناس فقالت:
أتراني يا هدبة متزوّجة بعد ما ترى؟ فقال: لا، الآن طابت نفسي بالموت، وخرج يرسف في قيوده، فإذا هو بأبويه يتوقّعان الثّكل، فهما بسوء حال، فأقبل عليهما وقال: [من الرمل]
أبلياني اليوم صبرا منكما ... إنّ حزنا إن بدا بادىء شرّ