لا أرى ذا اليوم إلّا هيّنا [1] ... إنّ بعد الموت دار المستقرّ

اصبرا اليوم فإني صابر ... كلّ حيّ لقضاء وقدر

وقد روي أنها تزوجت بعده على تشويه خلقتها ولم تدم على وفائها.

«66» - كان للنمر بن تولب العكلي أخ يقال له الحارث بن تولب، وكان سيّدا معظما. فأغار الحارث على بني أسد فسبى امرأة منهم يقال لها جمرة [2] بنت نوفل، فوهبها لأخيه النمر، ففركته فحبسها حتى استقرّت، وولدت له أولادا.

ثم قالت له في بعض أيامها: أزرني أهلي فإني قد اشتقت إليهم، فقال لها: إني أخاف إن صرت إلى أهلك أن تغلبيني على نفسك، فواثقته لترجعنّ إليه. فخرج بها في الشهر الحرام حتى أقدمها بلاد بني أسد، فلما أطلّ على الحيّ تركته واقفا وانصرفت إلى منزل بعلها الأول، فمكث [3] طويلا فلم ترجع إليه، فعرف ما صنعت وأنها اختدعته، فانصرف وقال: [من الطويل]

جزى الله عنّا جمرة ابنة نوفل ... جزاء مغلّ بالأمانة كاذب

لهان عليها أمس موقف راكب ... إلى جانب السّرحان أخيب خائب

وقد سألت عنّي الوشاة ليكذبوا ... عليّ وقد أبليتها في النّوائب

وصدّت كأنّ الشمس تحت قناعها ... بدا حاجب منها وضنّت بحاجب

«67» - ومن أخبار العرب ما رواه أبو عبيدة أنّ رجلا خرج إلى جبّانة بلده مع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015