وما صحبك الأدنون إلّا أباعد ... إذا قلّ مال أو نبت بك حال

ومن لي بخلّ أرتضيه وليت لي ... يمينا تعاطيها الوفاء شمال

«51» - وقال أيضا: [من الطويل]

أحنّ إلى من لا يحنّ صبابة ... وما واحد قلبا مشوق وشائق

وعندي من الأحباب كلّ عظيمة ... تزهّد في قرب الضجيع المعانق

فكم فيهم من واعد غير منجز ... وكم فيهم من قائل غير صادق

وفاء كأنبوب اليراع لصاحب ... وغدر كأطراف الرّماح الدّوالق

«52» - قال إسحاق الموصلي: كان لزلزل الضارب جارية قد ربّاها وعلّمها الضرب، وسأل إبراهيم فطارحها، وكانت مطبوعة حاذقة، قال: فكان يصونها أن يسمعها أحد، فلما مات بلغني أنها تعرض في ميراثه، فصرت إليها لأعترضها فغنّت: [من السريع]

أقفر من أو تاره العود ... والعود للأوتار معمود

فأوحش المزمار من صوته ... فما له بعدك تغريد

من للمزامير وعيدانها ... وعامر اللذّات مفقود

الخمر تبكي في أباريقها ... والقينة الخمصانة الرّود

قال: وهذا شعر رثاه به صديق له كان يألفه [1] ، قال: فأبكت والله عيني وأوجعت قلبي. فدخلت على الرشيد فحدثته بحديثها فأمر بإحضارها فأحضرت، فقال لها: غنّي الصوت الذي حدثني عنك أنك غنيّته، فغنّته وهي تبكي، فتغرغرت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015