ضلالة، ورجل قمش جهلا، موضع في جهّال الأمة، غارّ «1» في أغباش الفتنة، عم بما في عقد الهدنة، قد سمّاه أشباه الناس عالما وليس به، تكثّر «2» فاستكثر من جمع ما قلّ منه خير مما كثر، حتى إذا ارتوى من آجن «3» ، واكتنز من غير طائل، جلس للناس قاضيا ضامنا لتخليص ما التبس على غيره، فإن نزلت به إحدى المهمات هيأ له حشوا رثّا من رأيه، ثم قطع به، فهو من لبس الشهوات «4» في مثل نسج العنكبوت، لا يدري أصاب أم أخطأ، إن أصاب خاف أن يكون قد أخطأ، وإن أخطأ رجا أن يكون قد أصاب، خبّاط «5» جهالات، ركّاب «6» عشوات، لم يعضّ على العلم بضرس قاطع، يذري الروايات إذراء الريح الهشيم، تصرخ «7» من جور قضائه الدماء، وتعجّ منه المواريث إلى الله.

[151]- قال الربيع بن زياد الحارثي لعلي عليه السلام: أعنّي «8» على أخي عاصم، قال: ما باله؟ قال: لبس العباء يريد النسك، قال: عليّ به، فأتي به مؤتزرا بعباءة مرتديا «9» بأخرى أشعث الرأس واللحية، فعبس في وجهه وقال: ويحك أما استحييت من أهلك، أما رحمت ولدك؟ أترى الله أباح

طور بواسطة نورين ميديا © 2015