غلام، فما رأيت ملكا ولا سوقة كان أفسح منه أخلاقا، ولا أقلّ ضربا وشتما لملك يمين، وكان ربّما دعا الغلام من غلمانه لبعض ما يحتاج إليه فيسمع نداءه فلا يجيبه، قال: فسمعته يوما يقول للربيع: ما أدري كيف أصلح غلماني وخدمي؟

أصوّت للواحد منهم أصواتا فلا يجيبني وأنا أعلم أنه قد سمع. قال: يا أمير المؤمنين، لنت لهم غاية اللين فلو غلظت عليهم بعض الغلظة استقاموا. فقال:

ابغني سوطا ومسمارا، فأتاه بهما فعلّق السوط تجاه مجلسه فكان إذا صاح بالخادم وافاه عشرون في لحظة، فقال: قاتل الله القائل: [من الكامل المجزوء] .

العبد يقرع بالعصا ... والحرّ تكفيه الملامه

[1160]- قال الفضل بن يحيى لرجل استبطأ عدة الرشيد، وكان من أهل بيته: إنما شغل عنك أمير المؤمنين حقوق أهل الطاعة دونك، ولو فرغ منهم إليك لم يؤثر من دونك عليك، فقام أبوه يحيى فقبل رأسه.

[1161]- كان المعتضد بالله من ساسة الخلفاء وذوي التدبير، وسمّي السفاح الثاني لأنه جدّد الدولة العباسية بعد دروسها، ولي بعد المعتمد عمّه وكان مستضعفا حتى أنه طلب ما يراعي به مغنّية عنده، فلم يعط وقصرت يده عنه فقال: [من الوافر] .

أليس من العجائب أنّ مثلي ... يرى ما قلّ ممتنعا عليه

وتؤخذ باسمه الدنيا جميعا ... وما من ذاك شيء في يديه

وكان تؤخذ جواريه غصبا فلا يقدر على الامتناع وليس هذا موضع أخباره. فلما ولي المعتضد لم يجد في بيت المال غير سبعة وعشرين درهما زائفة،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015