له ضيعة فكتب إليه: إن القضاء لا يدنّس بالوكالة.

[1157]- قال بعض صحابة أبي العباس السفاح: غضب أبو العباس السفاح على بعض أصحابه فأبعده، فذكره ليلة من الليالي، فقلت: لو رآه أعدى خلق الله له لرحمه، قال: ممّ ذلك؟ قلت: لغضب أمير المؤمنين عليه، فقال: ما له من الذنب ما تبلغ به العقوبة هذا المبلغ، قلت: فمنّ عليه يا أمير المؤمنين برضاك، قال: ما هذا وقت ذاك. قلت: إنك يا أمير المؤمنين لما صغّرت ذنبه طمعت في رضاك. قال: إنه من لم يكن بين غضبه ورضاه مدة طويلة لم يحسن أن يغضب ولا يرضى.

[1158]- قال عبيد الله بن سليمان: كنت أكتب بين يدي أبي سليمان داود بن الجراح، فقال لي يوما: اكتب: أطال الله بقاءك وأعزّك وأكرمك وأتمّ نعمته عليك وإحسانه إليك، كتب الوكيل- أعزك الله- متّصلة بشكرك، والضيعة ضيعتك، وكلّ ما تأتيه في أمرها فموقعه يحسن منّي، وشكري يتضاعف عليه، وخطابا في هذا المعنى، وكانت هذه المخاطبة لا يخاطب بها إلا صاحب مصر أو فارس، فقلت: قد ابتاع ضيعة بأحد الموضعين؛ ثم أصلح الكتاب فقال: عنونه إلى الرخّجي، وكان يتقلّد النهروان الأوسط. ثم رمى إليّ كتابا لصاحب بريد فقال: وقّع عليه: أنت أعزّك الله تقف على ما تضمّنه هذا الكتاب، ولئن كان ما تضمنه حقا لأفعلنّ ولأصنعنّ، وخطابا أغلظ فيه، ثم قال عنونه إلى الرخّجي، فعجبت من الكتابين، وفطن لما في نفسي فقال: أظنّك قد أنكرت الخطابين، هذه ثناءتي خدمتها، وهذا حقّ سلطاني استوفيته.

[1159]- قال عليّ بن مخلد: كنت واقفا على رأس المنصور وأنا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015