[1154]- دخل أبو مجلز على قتيبة وهو بخراسان، وهو يضرب رجلا بالعصا فقال: أيها الأمير إن الله جعل لكلّ شيء قدرا، ووقّت له وقتا، فالعصا للأنعام والهوامّ والبهائم العظام، والسوط للحدود والتعزير، والدرّة للأدب، والسيف لقتال العدوّ والقود.
[1155]- قال عبيد الله بن عبد الله بن طاهر: وافاني كتاب المعتزّ وكتاب أحمد بن إسرائيل مع رسول ومعه رأس بغا، وفي الكتب أن أنصبه على الجانبين، فلم أفعل وكتبت: قد أوجب الله تعالى عليّ نصح أمير المؤمنين من جهات منها ما تقتضيه الديانة وتوجبه الأمانة، ومنها اصطناع آبائه لخدمهم من أسلافي، ومنها اختصاصه إياي بجميل رأي، ومع هذا فلم أكن لأذخر عنه رأيا مع ما أنا عليه من المناصحة والشكر، وإن الكتب وردت عليّ بنصب رأس بغا في الجانبين، وقد أخّرت ذلك إلى أن يعود إليّ الأمر بما أعمل عليه، وبغا فقد علمت أنه عدوّ أمير المؤمنين وعدوّك، وقد أراح الله تعالى منه بحيث لم تتّهموا فيه، وأخاف أن يتبعكم الأتراك عند أوّل شغبة به، ويطالبوكم بدمه، ويجعلوا ذلك ذريعة إلى إيقاع سوء. وكان الصواب عندي أن يغسله أمير المؤمنين ويصلّي عليه ويدفنه ويظهر حزنا ويقول: ما أحبّ أن يصاب صغير منكم ولا كبير، وقد غمّني أمر بغا، ولو وصل إليّ لزدت في مرتبته، وما يشبه هذا.
فورد عليّ كتاب أحمد بن إسرائيل يشكر ما كان منّي، ويحلف أنه سبقني إلى هذا الرأي واجتهد فيه، فما أمكنه إلا أن يفعل ما فعل، ولم يقبل قوله، وفي آخر كتابه: واعلم أنه قد حدث بعدك، وهو مما لا نعرفه نحن ولا أنت، رأي للحرم والخدم يقبل ويعمل عليه، وهذا فتح للخطأ وإغلاق للصواب، فانصب الرأس قليلا ثم أنفذه إلى خراسان.
[1156]- كتب الفضل بن الربيع إلى عبد الله بن سوار يسأله أن يشتري