المازني: [من البسيط]
يا ربع سلمى لقد هيّجت لي طربا ... زدت الفؤاد على علّاته وصبا
فأعجب الرشيد وطرب، فقال له الموصليّ: يا أمير المؤمنين، فكيف لو سمعته من عبدك مخارق فإنّه أخذه عني وهو يفضل فيه الخلق جميعا ويفضلني؟ فأمر بإحضار مخارق فأحضر فقال له: غنّني:
يا ربع سلمى لقد هيّجت لي طربا
فغنّاه إيّاه، فبكى وقال: سل حاجتك. قال مخارق: فقلت: يعتقني أمير المؤمنين من الرّقّ ويشرفني بولائه، أعتقك الله من النار. قال: فأنت حرّ لوجه الله، أعد الصّوت فأعدته فبكى وقال: سل حاجتك، فقلت: حاجتي يا أمير المؤمنين ضيعة تقيمني غلّتها فقال: قد أمرت لك بها، أعد الصّوت، فأعدته فبكى وقال: سل حاجتك، فقلت: يأمر لي أمير المؤمنين بمنزل وفرش وما يصلحه وخادم فيه، قال: ذلك لك، أعده، فأعدته فبكى وقال: سل حاجتك، فقلت: حاجتي يا أمير المؤمنين أن يطيل الله بقاءك ويديم عزّك، ويجعلني من كلّ سوء فداءك. فكان إبراهيم سبب عتقه بهذا الصّوت. وكان مخارق يقول: أنا عتيق هذا الصوت.
«55» - كان عطرّد المغنّي من أهل الهيئة والمروءة، فقيها قارئا. وقصد آل سليمان بن عليّ بالبصرة فأقام معهم، وولي سلمة بن عبّاد القضاء بالبصرة، فقصد ابنه عبّاد عطرّدا، فأتى بابه ليلا فدقّ عليه الباب ومعه جماعة من أصحابه أصحاب القلانس، فخرج إليه عطرّد فلما رآه ومن معه فزع، فقال: لا ترع:
[من الكامل المرفّل]
إنّي قصدت إليك من أهلي ... في حاجة يأتي لها مثلي