(الباب السادس والثلاثون في الكهانة والقيافة والزجر والعيافة والفأل والطيرة والفراسة)
1- قد نهى الله عزّ وجلّ عن الطيرة، ودلّ على ذلك قوله عزّ وجلّ حكاية عن الكافرين: قالُوا اطَّيَّرْنا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قالَ طائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ
(النمل: 47) . وأمر بتركها في قوله تعالى: وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها
(البقرة: 189) . وهذا إخبار عن تطيّر كانت العرب تعتمده فنهاهم الله عزّ وجلّ عنه. قال أكثر أهل التفسير: كان الحمس [1] ، وهم قوم من قريش وبنو عامر بن صعصعة وثقيف وخزاعة، إذا أحرموا لا يأقطون الأقط ولا ينتفون الوبر ولا يسلأون السمن، وإذا خرج أحدهم في الإحرام لم يدخل من باب بيته. وقيل: كان جماعة من العرب إذا خرج الرجل منهم في حاجة فلم يقضها ولم تيسّر له رجع ولم يدخل من باب بيته سنة، يفعل ذلك طيرة.
سمّوا الحمس لأنهم تحمّسوا في دينهم، أي تشدّدوا، والحماسة الشدة في الغضب وفي القتال وفي كلّ شيء. قال العجاج: [من الرجز]
وكم قطعنا من قفار حمس [2]
أي شداد