وعيشه تبريح، ومن دون فرخيه مهامه فيح.
قال عيسى بن هشام: فقبضت من كيسي قبضة الليث، وبعثت بها «1» إليه، وقلت: زدنا سؤالا، نزدك نوالا. فقال: ما عرض عرف العود على أحرّ من نار الجود، ولا لقي وفد البرّ بأحسن من بريد الشكر، ومن ملك الفضل فليواس، فلن يذهب العرف بين الله والناس «2» . وأما أنت فحقّق الله آمالك، وجعل اليد العليا لك. قال عيسى بن هشام: ففتحنا له الباب [وقلنا له ادخل] فدخل، فإذا هو والله شيخنا أبو الفتح الإسكندري. فقلت: يا أبا الفتح شدّ ما بلغت بك الخصاصة، [وهذا الزي خاصة] . فتبسم ثم أنشأ يقول: [من مجزوء الخفيف]
لا يغرّنّك الذي ... أنا فيه من الطّلب
أنا في ثروة يشققّ ... لها برده الطّرب
أنا لو شئت لاتخذت ... شنوفا من الذهب
[745]- ومما أنشأه عبد الله أبو القاسم ابن محمد الخوارزمي وسماه الرّحل:
وصية لكل لبيب، متيقظ أريب، عالم أديب، يكره مواقف السقطات، ويتحفّظ من مصادف الغلطات، ويتلطف من مخزيات الفرطات، أن يدّعي