«13» - كتب بعض الشعراء إلى محمد بن منصور بن زياد يستهديه جارية: إن بين يدي كلّ أمر يطالبه الرجل وبين المطلوب إليه ذريعة رجاء يتوصّل بها إلى معروفه. ولي بارتجائيك من معرفتي بفضلك وما كنت متوسلا إليك بشيء هو أرجى في حاجتي ولا أصلح لطلبتي من التأميل لك، وحسن الظن بك. وحاجتي ظريفة من الجوار، لم تتداولها أيدي التّجار، ولي فيها شريطة أعرضها عليك لترى رأيك فيها: أحبّها فرعاء، فانه يقال: إذا اتخذت جارية فاستجد شعرها، فإن الشعر أحد الوجهين؛ وتكون رائعة البياض، تامّة القوام، فإنه يقال إنّ البياض والطول نصف الحسن؛ وتكون مليحة المضحك، فإنه أول ما تجتلب به المرأة المودة، وتعتقد به الحظوة [1] ؛ وتكون سبطة البنان. ولست أكره الانكسار في الثدي فإنه ليس للنهود عندي إلا لذة النظر، فأما وطاء يستلذه المعانق فلا، ولست من قول الشاعر في شيء: [من الكامل]
جال الوشاح على قضيب زانه ... رمّان صدر ليس يقطف ناهده
وأكره العجيزة العظيمة وأريدها وسطا لأن خير الأمور أوساطها. لها طرف أدعج، وحاجب أزجّ، وكفل مرتجّ أو متى وافقت هذه الصفة رخيمة الصوت، شهيّة النغمة، فهي حرّة قبل أن ترسلها إلي. وحاجتي أعزّك الله يحتملها قدرك، ويستحقّها شكري، وأنا بالاسعاف جدير، وأنت بالافضال قمين، والسلام.
فكتب إليه محمد بن منصور: قد سألت عن هذه الصفة، وطلبت لك هذا النعت، فأعيتني في الدنيا، وما أراني أجدها لك في الآخرة. وقد بعثت إليك بثلاثمائة دينار، فمتى أصبت جارية على ما وصفت فادفع هذه عربونا حتى أبعث