الحكمين. قال: أما أحدهما ففاسق وأما الآخر فمائق، فابن أيهما أنت؟
«1163» - قدم أعرابي على يزيد بن مزيد وهو يتغدّى فقال لأصحابه:
أفرجوا لأخيكم. فقال الأعرابي: لا حاجة بي إلى ذلك، إن أطنابي بحمد الله طوال. فلما جلس وتهيأ ليأكل ضرط، فقال له يزيد، واستضحك: ما أظنّ إلا أن طنبا من أطنابك قد انقطع.
1164- تفاخر بصريّ وبغداديّ، فقال البصريّ للبغدادي: بم تفاخرني؟ فقال له البغدادي: تعال حتى نتناصف، ولا يستعمل منا أحد مع صاحبه البهت. فقال البصريّ: أفعل، فقال له البغداديّ: كيف طعم مائكم؟
قال: فيه أدنى ملوحة. قال: فكيف لونه؟ قال: فيه أدنى خضرة. قال: فكيف ريحه؟ قال: فيه أدنى نتن. قال: فهذه صفة الخرا ببغداد.
«1165» - قال قائل لنصيب: أيها العبد مالك وللشعر؟ فقال: أمّا قولك عبد، فما ولدت إلا وأنا حرّ، لكنّ أهلي ظلموني فباعوني، وأما السواد فأنا الذي أقول: [من الوافر]
فان أك حالكا لوني فاني ... لعقل غير ذي سقط وعاء
وما نزلت بي الحاجات إلّا ... وفي عرضي من الطمع الحياء
«1166» - وقال نصيب أيضا يفتخر ويعتذر عن سواده: [من الكامل]
ليس السواد بناقصي ما دام لي ... هذا اللسان إلى فؤاد ثابت
كم بين أسود ناطق ببيانه ... ماضي الجنان وبين أبيض ساكت
من كان ينفعه منابت أصله ... فبيوت أشعاري جعلن منابتي