بحرف [1] الوادي كأنه لهيب عرفج، فلقيه سهيل بن عمرو فقال: بأبي أنت وأمي يا أبا الطاهر، ما لي أراك متغير الوجه [2] ؟ قال: أو لم يبلغك الخبر؟ هذا سعيد بن العاص يزعم أنه ليس لأبطحيّ أن يعتمّ يوم عمته. ولم؟ فو الله لطولنا عليهم أظهر من وضح النهار وقمر التمام ونجم الساري. والآن تنتثل كنانتنا فتعجم قريش عيدانها، فتعرف بازل عامنا وثنيانه. فقال له سهيل: بأبي أنت وأمي، فانه ابن عمك، ولن يعيبك شأوه ولن يقصر عنه طولك. وبلغ سعيدا الخبر فارتحل ناقته وأغرز رحله ولجأ الى الطائف، فقيل له: أتريد الجلاء؟ فقال: إني رأيت الجلاء خيرا من الفناء، ومضى قصده.

[وفد بني تميم عند الرسول]

«1105» - قدم على رسول الله صلّى الله عليه وسلم وفد بني تميم، وهم سبعون أو ثمانون رجلا، فيهم الأقرع بن حابس والزبرقان بن بدر وعطارد بن حاجب وقيس بن عاصم وعمرو بن الأهتم، وانطلق معهم عيينة بن حصن الفزاري. فلما قدموا المدينة دخلوا المسجد فوقفوا عند الحجرات فنادوا بصوت عال جاف: اخرج يا محمد فقد جئنا لنفاخرك، وجئناك بخطيبنا وشاعرنا. فخرج إليهم رسول الله صلّى الله عليه وسلم وعلى آله، فجلس، فقام الأقرع فقال: والله إنّ مدحي لزين، وإن ذمّي لشين، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: ذلك الله عزّ وجلّ. فقالوا: إنّا لأكرم العرب، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: أكرم منكم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام.

فقالوا: إيذن لخطيبنا وشاعرنا. فأذن لهم، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم وجلس فجلس معه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015