4 - التدريب على قضايا علمية منوعة:

ثم إنه كان في سلف هذه الأمة وخلفها رجال عظماء وعلماء كبراء حرصوا على أن يكون لهم تلاميذ يقتفون أثرهم من بعدهم وينسجون على منوالهم، فعلَّموهم ودرَّبوهم، وهذا مأثور معروف، فقد كان لأبي حنيفة رحمة الله تعالى أصحاب يتعلمَّون منه ويتدرَّبون، وكذلك كان للإمام مالك والشافعي وأحمد، وكثير غيرهم من أئمة الهدى ورؤوس الرشاد.

وعلى هذا درج السلف والخلف، وظهر ما يسمى بالمعيد، وهو الذي تدرَّب على إعادة الدرس بعد الشيخ للطلبة، وبرزت المدارس الفقهية الحنفية والمالكية والشافعية والحنبلية، وهي - على الحقيقة - حلقات علم وتدريب على أصول المذهب وكيفية الاستنباط بموجب تلك الأصول، وكان المشايخ يدربون طلابهم على الاستنباط والتصنيف، وكانوا يشجعوهم على مناقشة الآراء الفقهية بجرأة وقوة حتى تتكون عند أولئك الطلاب الملكات الفقيهة المهمة.

وهناك بعض العلوم لا تفهم إلا بالتدريب والمشافهة كالتجويد والقراءات، وأصول الفقه والمنطق والفلسفة، وقد كان التدريب علامة بارزة في هذه الحقول العلمية، وقد ذكر بعض الأئمة في بعض كتبهم جوانب من التطبيقات والتدريبات على بعض مطلوبات الشارع الحكيم في جانب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015