وحيٌ يوحى}. وقد بينا في ترتيب نظر المجتهد في الأدلة، أنه ينظر في الكتاب والسنة، وهما في رتبة واحدة. فإن قيل: فإذا كانا في رتبة واحدة، فما معنى قول معاذ: "أحكم بكتاب الله" الحديث؟ . قلنا: إذا تقرر بالدليل وجوب النظر إليهما جميعًا قبل الفتوى، وجب تأويل هذا الظاهر، وتأويله عندنا أن المجتهد أول مطلوبه الدليل، فإذا [ظفر] به، [نظر] نظرًا ثانيًا في معارضه. وإذا كان المطلوب في إحدى جهتين، وإحداهما أقرب إلى الضبط من الأخرى، فمن حسن الطلب البداية بالجهة القريبة الضبط. فسلك معاذ [- رضي الله عنه -] هذا في طلب الأدلة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015