لله تعالى، إذ أضاف الله تعالى البيت إلى نفسه، وأوجب في ابتداء الصلاة (108/ ب) التكبير، تعظيمًا لله تعالى، مع حضور النية، فإنه إذا وافق اللسان القلب، كان أقرب إلى الذكر، وأبعد من الغفلة، وأوجب فيها [تلاوة]، [واستكانة]، حتى يصير العبد كالمخاطب] وحرم فيها الكلام، والاستماع إلى محادثة الغير، إلا لاشيء القليل. كل ذلك ليحصل الضبط، فيتيسر الفهم بضبط الجوارح، وفهم القلب. وجعل ذكر الله تعالى بالتكبير شعارًا عند االنتقال من ركن إلى ركن، ليكون تجديد الأركان مستدعيًا [دوام] النية، ورافعًا للغفلات. وجعل العبادة متوجهة على جميع البدن، فكل عضو منه له عمل، فقال - عليه السلام -: (أمرت بالسجود على سبعة أعظم). ووضع فيها الركوع، وهو انحطاط للتعظيم. وكانت العرب تكرهه كثيرًا، ولذلك قال بعضهم عند الإسلام في شروطٍ اشترطها: (وأن لا يجب). يعني الركوع: فقال - عليه السلام -: (لا خير في دين ليس فيه ركوع). وأثبت فيها (83/ أ) السجود، وهو [تعفير] الوجه الذي هو أعز الأعضاء، ووضعه في الأرض، التي هي تراب، إظهارًا للتواضع، وتمام الخشية. ولهذا كان: (أقرب ما يكون العبد من الله تعالى إذا كان ساجدًا). وجعل عند كل ركن ذكرًا، وهو (الله أكبر)، أي الله تعالى أجل