الله [سبحانه] كلف الخلق طاعته على الدوام، والانكفاف عن المعاصي على الإطلاق، وليس يمر على العبد زمان، والعقل فيه حاضر، إلا والتكليف إليه متوجه بفعل طاعات، إما على جهة الوجوب أو الدب، في أعمال الجوارح والقلوب. وكذلك تكليف النهي متوجه إليه على ذلك في السمع والبصر واليد والرجل والبطن والفرج، [وأعمال] القلوب من كبر وحسد، [وبغي] ورياء، وغير ذلك. فإذا كانت الأحكام ثابتة على الدوام، افتقر المكلف إلى يقظة ومراقبة، وذلك لا يكون إلا بدوام الذكر. ولسنا نعني حركة اللسان، بل ذكر القلب وتطلعه لما يرد من الرب، قال الله [تعالى] {ولذكر الله أكبر}. وقال: {والذاكرين الله كثيرًا والذاكرات}. وقال - عليه السلام -: (اذكر الله عند همك إذا هممت، وعند حكمك إذا حكمت، وعند قسمك إذا قسمت). وقال معاذ أو غيره من الصحابة رضي الله [عنهم]: (لا شيء