مقترنة بها؟ وهذا ضعيف. إذ كيف يعتمد [الأضعف]، ولا يعتمد الأقوى؟ وهذا كله إنما يجري في المعنى الذي لا يستقل بالتعليل إلا بشهادة الأصل، فإنا إذا رأينا رجلًا أعطى رجلًا شيئًا، فبحثنا عنه (30/ ب)، فوجدناه صالحًا، ولم (23/ أ) نظفر بغير ذلك، ظننا أنه أعطاه لصلاحه، وإذا أعطى شخصا آخر، فوجدناه عالمًا، ولم نجد غيره، غلب على ظننا أنه أعطاه لعلمه. فإن أعطى شخصًا ثالثًا، فبحثنا عنه فوجدناه عالمًا صالحًا، تعذر علينا أن نظن أنه أعطاه لجهة معينة أو لهما جميعًا. هذا كله إنما يكون في المعاني المفتقرة إلى شهادة الأصول.

وأما المعاني المستغنية عن شهادة الأصول، فليس ظهور الثاني بالذي يمنع من حصول الظن بنصب الأول. ولا يزيد وجود الحكم على [وفقهما] [على] عدمه. والحكم لو لم يوجد، لجاز الاعتماد على معنى على انفراده. فإن لم يكن وجوده على الوفق مقويًا، فلا أقل من أن لا يكون مبطلًا. هذا هو التحقيق في ذلك.

وأما قوله: إن الحذاف ردوا الاستدلال. فهو ممن يقول بالاستدلال.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015