فيه، ثم يقال له نم، فيقول: أرجع إلى أهلي فأخبرهم, فيقولان: نم كتومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك, وإن كان منافقاً قال: سمعت الناس يقولون فقلت مثله لا أدري, فيقولان: قد كنا نعلم أنك تقول ذلك, فيقال للأرض التئمي عليه فتلتئم عليه فتختلف فيها أضلاعه فلا يزال فيها معذباً حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك"1 ,

وسبب هذه التسمية لأنهما يأتيان على صورة منكره لم يعهدها الإنسان وليس فيها أنس للناظرين, ويسميان الفتانان؛ لأنهما يفتنان الناس في قبورهم. فالإيمان بالمنكر والنكير من الإيمان باليوم الآخر. وقد سأل رجل الإمام أحمد: هل نقول المنكر والنكير أم الملكين؟ قال: "المنكر والنكير هكذا هو".

فالحديث صح في ذكر هذين الاسمين فيجب الإيمان بهذين الاسمين والمعتزلة الذين يحكمون عقولهم في الشرع يردون هذا ولا يؤمنون به ويقولون: لا يصح أن يقال عن بعض ملائكة الله أنه منكر ونكير فأنكروا هذا بالعقل وهذا من غلبة الجهل وقلة العلم من هؤلاء بالشرع ولذا قال الناظم: (جهلاً) أي لا تنكرن يا صاحب السنة بسبب الجهل هذا الأمر. وهذا إشارة منه إلى أنه لا ينكر منكرا ونكير إلا الجاهل، أما العالم بالكتاب والسنة فأنه يؤمن به.

والمعتزلة وإن كانوا أهل كلام فإنهم ليسوا أهل علم. ولذا قال أبو يوسف: "العلم بالكلام جهل والجهل بالكلام علم". فالعلم: قال الله قال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015