رسوله صلى الله عليه وسلم قال الصحابة. فالمتكلم وإن كان صاحب فصاحة وبيان ومنطق وجدل فإنه جاهل لا علم له.

ثم إن هذين الملكين يأتيان العبد في قبره ويجلسانه ويسألانه من ربك وما دينك ومن نبيك. ولذا من الأمور المهمة نشر هذه الأصول الثلاثة بين الناس وتعليمهم إياها لأنها أول ما يسأل عنه الإنسان في قبره. ولذا كان من نصيحة الإمام محمد بن عبد الوهاب للأمة تأليفه لرسالته الجليلة الأصول الثلاثة وأدلتها. وعلى ضوء جواب الإنسان على هذه الأسئلة وتثبيت الله له من عدم تثبيته يكون الناس على قسمين قسم يعذبون في قبورهم وقسم ينعمون. وعذاب القبر حق، قال الله في حق آل فرعون: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} (غافر:46) فهم الآن يعذبون في القبر يومياً إلى قيام الساعة وهذا حال كل كافر بالله، أما أهل التوحيد ممن هم عصاة وأهل كبائر ليس تعذيبهم في القبر كتعذيب الكافر وإنما يعذبون على قدر كبائرهم. وأما المؤمن فإنه منعم في قبره. ولا يجوز إنكار عذاب القبر ونعيمه بالعقل والمنطق والتجارب، خاصة تجارب الملاحدة حيث قالوا: حفرنا القبور فلم نجد جنة ولا ناراً ولم نر عذاباً ولا نعيماً، وليكن فإن الله يقول في صفة المتقين: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ. الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} (البقرة:2-3) أي: يؤمنون بكل ما غاب عنهم مما أخبرتهم به رسل الله عليهم السلام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015